عشائر الجوالة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رياضي ثقافي فني علمي


    معركة رأس العش و معركة لسان بورتوفيق الأولى

    tarek ramadan
    tarek ramadan
    جوال عادي


    عدد المساهمات : 67
    نقاط : 186
    تاريخ التسجيل : 27/02/2010

    معركة رأس العش و معركة لسان بورتوفيق الأولى Empty معركة رأس العش و معركة لسان بورتوفيق الأولى

    مُساهمة  tarek ramadan السبت مارس 06, 2010 6:54 pm

    معركة رأس العش و معركة لسان بورتوفيق الأولى / الرقيب حسني سلامة يتحدث
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أخواني الأعزاء
    يستكمل معنا المؤرخ الآن قصتين بلسان الرقيب / حسني سلامة :
    1- معركة رأس العش
    2- معركة لسان بورتوفيق الأولى
    وقد روى لنا من قبل بلسان اللواء أركان حرب / معتز محمد سعيد السيد الشرقاوي
    قصة الإغارة على لسان بورتوفيق
    الآن أرى المؤرخ قد أعد العارض ليجعلنا نشاهد بأعيننا ملحمة أخرى من بطولات رجال القوات المسلحة المصرية ..
    هيا معا نشاهد تفاصيل و أحداث
    معركة رأس العش
    رقيب أول/ حسني السيد سلامه
    من غير الممكن ان نتحدث عن معركة رأس العش التي وقعت بعد أيام قليلة من نكسة 67 دون أن نتعرض للنكسة ذاتها وما شابها من أحداث، فقد اتُهم الجندي المصري بالفشل والهزيمة بينما نحن لم نحارب ولم نقابل جندي إسرائيلي واحد.
    لكننا برغم ذلك تلقينا قرارا غريبا بالانسحاب من ارض المعركة بدون نظام، فعدنا منهزمين نفسيا كبقايا لوحدات عسكرية، فمثلا كتيبة الصاعقة التي كان قوامها يزيد على 350 فرد عاد منها ما لا يتعدى 140 فرد!
    عدنا إلى بورسعيد حيث اقمنا في مدرسة "أشتوم الجميل" الخاصة ببورسعيد نحاول استيعاب ما حدث، وبعد يومين وصلت الينا كميات من أسلحة مضادة للدبابات عبارة عن RBJ من طراز جديد يدعى RBJ7 عديم الارتداد بينما كان الجنود مدربون فقط ونظريا على طراز RBJ2 العتيق وهو سلاح استخدمه الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الأولى وكان ضعيف التأثير والمدى، بينما استخدم RBJ7 في الحرب العالمية الثانية ومع ذلك لم يصل الينا إلا بعد النكسة اي بعد ما يزيد عن عشرين عاما على استخدامه في الحرب العالمية الثانية.
    بعد ان استلمنا شحنات الـ RBJ7 ادركت انه وصل الينا بدون ذخيرة، فقمنا بالاتصال بقيادة الجيش فاخبرونا ان الذخيرة ستصل في اليوم التالي وهو ما حدث بالفعل، لكن السلاح برغم ذلك وصل بدون دلائل الاستخدام (الكتالوجات) التي من المفترض ان تشرح اسلوب استخدام السلاح وقاعدة التصويب الخاصة به لانه يختلف تماما عن الطراز القديم الذي تلقى الجنود تدريبهم عليه.
    لكنني بعد فحص السلاح اكتشفت تطابقا بين تلسكوب التصويب الخاص به وبين تلسكوب المدفع الرشاش 14.5 المضاد للطائرات الذي تلقيت فرقة في استخدامه عام 1962 في مدرسة المدفعية وحصلت فيها على تقدير امتياز.
    فأعلنت لقائد سريتي النقيب/ احمد عبد الحميد سعودي قدرتي على استخدام السلاح الجديد لكنه لم يقتنع الى ان توصلنا لاتفاق بان اجري تجربة عملية امامه في مطار الجميل بغرب بورسعيد وبعد نجاح التجربة كلفتني قيادة الكتيبة بتدريب جميع الجنود من حملة الـ RBJ2 على السلاح الجديد اعتبارا من صباح اليوم التالي.. طبعا التدريب يبدأ من تعليم فك وتركيب السلاح وحركته الميكانيكية ثم قاعدة التصويب الخاصة به .. الخ.
    وبعد ثلاثة ايام من التدريب النظري وقبل ان يبدأ التدريب العملي وصل الملازم/ تحسين عبد القادر في العاشرة من صباح اليوم الرابع وطلب مني جمع الجنود المتواجدين في المدرسة من أي فئة بعد ان وصلت معلومات بأن اليهود في طريقهم إلى مدينة بورفؤاد الواقعة في مواجهة بورسعيد على الضفة الشرقية للقناة.
    تابعوا معنا تفاصيل معركة رأس العش ..
    وبالفعل جمعنا كل من وجدناه فكنا حوالي 18 مجند اضافة الى ضابط واحد برتبة ملازم ويدعى فتحي على عبدالله، وكل منا حمل ما استطاع من اسلحة وذخائر واستقللنا عربة عسكرية وسلكنا طريق المعاهدة بورسعيد الإسماعيلية حتى وصلنا إلى نقطة ارشاد السفن المسماة برأس العش وترجلنا حتى شاطئ القناة وتولى نقلنا للضفة الشرقية أحد اللنشات الصغيرة الخاصة بهيئة قناة السويس.
    وكانت المهمة واضحة تماما وهي منع اليهود من دخول بورفؤاد الا فوق اجسادنا، وكانت بورفؤاد خلفنا بحوالي 8 كم بينما أمامنا على بعد 2 كم تقريبا كنا نرى اليهود بالعين المجردة يتحركون بين مجنزراتهم وكأنهم ذاهبون إلى نزهة بينما نحن بامكانيات شبه منعدمة بمعداتنا الخفيفة، بدون أدوات حفر، أو وسائل إعاشة أو حتى باقي معدات القتال.
    طبيعة الأرض التي جرت عليها المعركة كانت غاية في الصعوبة فهي عبارة عن لسان من الأرض موازي للقناة وسط المياه لا يزيد عرضه على 60 أو 70 متر على يمينه قناة السويس وعلى يساره منطقة ملاحات يصعب الخوض فيها، وكان هذا اللسان هو الطريق الوحيد للوصول إلى بورفؤاد وهو ما يعني أنه لكي يحتل اليهود المدينة يجب أن يمروا من هذا الطريق وعلى الأخص الجانب الأقرب للقناة لأنه الجزء الأصلب من الأرض.
    بحكم دراستي للفنون العسكرية كنت على يقين ان اليهود يستخدمون دائما اسلوب "الالتفاف والتطويق" لمحاصرة العدو بدلا من المواجهة المباشرة التي يخشونها ولذلك وعند توزيع الأفراد على الموقع وضعت فردين في المؤخرة بمدافع رشاشة خفيفة تحسبا لتطويقنا من الخلف.
    كان ينبغي علينا أن نمهد الأرض عسكريا استعداد لملاقاة العدو فكان على كل جندي ان يحفر لنفسه ما يسمى بالحفرة البرميلية وهي حفرة مستديرة قطرها نحو 80 سم بعمق يسمح للجندي بالنزول فيها بحيث لا يظهر منه الا رأسه وأكتافه، ونظرا لغياب أدوات الحفر كان الجنود يحفرون بأيديهم حقيقة لا مجازا في الأرض الصلبة وبسونكي البندقية والدبشك الحديدي لتكوين الحفر البرميلية والسواتر الترابية، وتم حفر حفرة برميلية أكبر قليلا للملازم فتحي عبدالله في المؤخرة ومعه جندي الاتصال ليبقى على صلة بالقيادة طوال الوقت.
    وبحلول الساعة الرابعة عصرا كان قد وصل الينا دعم ممثل في مدفع من طراز ب10 المضاد للدبابات عديم الارتداد بطاقم مكون من 3 أفراد، وهو مدفع أكبر حجما وابعد مدى ويعمل عليه فردان، فرد للتعمير وفرد للضرب وهو يطلق صوت مرعب لذا ينبغي لمن يعمل عليه ان يرتدي كاتم للصوت لحماية اذنيه.
    كما وصل التالي:
    - 4 رشاش خفيف + اربعة أفراد
    - 1 جهاز اشارة R105 من فصيلة الإشارة بفرد يحمله
    - مدفع رشاش متوسط (يعمل بشريط طلقات بعدد 250 طلقة) بعدد فردين من سرية المعاونة
    وهكذا أصبح عدد القوة بالضفة الشرقية 24 مقاتل بقيادة الملازم/ فتحي عبدالله وهو ضابط حديث التخرج قليل الخبرة لم يشترك من قبل في اعمال قتالية حيث تم دفعه إلى الجبهة في نهاية شهر مايو 1967 أي قبل النكسة بأيام.
    وتم الدفع بجماعة من المهندسين العسكريين في منتصف المسافة بيننا وبين اليهود لزراعة الألغام المضادة للدبابات والأفراد في عجالة.. كل هذا تحت سمع وبصر اليهود.
    كما احتلت فصيلة هاون بقيادة الملازم/ نادر عبدالله خلف نقطة الإرشاد على الضفة المقابلة وصعد أحد افراد الاستطلاع إلى صهريج المياه الخرساني لتوجيه النيران متى بدأ الاشتباك.
    كذلك احتلت فصيلة قوامها 26 مقاتل بقيادة النقيب سيد اسماعيل امبابي خلف اعواد البوص على طريق معاهدة القناة بالمنطقة المقابلة لبداية تقدم اليهود.
    بالطبع كل هذه التحركات كانت مكشوفة وبالعين المجردة لليهود لكنهم برغم ذلك ارسلوا طائرة استطلاع صغيرة (سوبر بكب) حلقت فوق مواقعنا على ارتفاع منخفض جدا حتى انني رأيت من موقعي قائد الطائرة وهو ينظر لنا ويضحك ولابد أنه احصانا كلنا فردا فردا وعرف ما نحمله من معدات، فضلا عن بث الرعب في نفوسنا... هذا الطيار لابد أنه أبلغهم على الجانب الآخر الا يقيموا لنا أي حساب فلابد أننا سنفر عند اول مواجهة!
    في هذه الاثناء رأيت بالعين المجردة على خط الافق في الجانب الآخر من الملاحات جنود اسرائيليين وهم ينفخون أحد القوارب المطاطية في حركة يعرفها جيدا أفراد الصاعقة حيث يتم نفخ هذا النوع من القوارب عن طريق جهاز يعمل بالقدم فيقوم فرد بالارتكاز على اكتاف فردين آخرين ويبدأ في الصعود والهبوط في حركة ميكانيكية حتى ينتهي من مهمته، هنا تأكد لدي حدسي بأنه يستعدون لعملية تطويق من الخلف في حالة تعزر الاقتحام من الامام، فقمت بلفت نظر قائد الفصيلة الذي بادر إلى وضع فردين في المؤخرة تحسبا لهذا الاحتمال، لكن أحد قادة العمليات لقيادة مجموعة الصاعقة عبر الى القناة للإطمئنان على أوضاع الفصيلة ورفض فكرة أن يقوم اليهود بالالتفاف على الموقع عبر الملاحات فقام بتعديل وضع الأفراد قبل أن يعود إلى الضفة الاخرى، فراجعت الملازم/ فتحي عبد الله في أن يعود الفردين إلى مؤخرة الموقع لكنه رفض الفكرة تماما، وكان هذا خطأ جسيما دفعت الفصيلة ثمنه غاليا.
    وانقضت الساعات الأخيرة من النهار في تحسين الأوضاع واستكمال الذخائر دون راحة أو طعام أو شراب، برغم توفر هذا كله، لكن التركيز كان من الجميع على المعركة وحدها.
    ومع اخر ضوء، تحديدا قبل المغرب بنحو 10 دقائق بدأت القوات الاسرائيلية في فتح نيرانها علينا على سبيل اكتشاف المدى الذي ستصل اليه لتحديد موقعنا بدقة، ثم وجهت نيران دباباتها نحو فصيلة النقيب سيد اسماعيل امبابي الذي كان يشكل خطرا اكبر على اليهود، لكن هذه المجموعة الصغيرة التي لا يتعد قوامها 26 مقاتل نجحت في تعطيل اليهود لنحو ثلاث ساعات كاملة إلى أن سكتت نيرانهم فبدأ في التقدم وتوجيه نيرانه لضرب صهريج المياه على الضفة الاخرى لاسقاط نقط توجيه النيران وضرب المنطقة المحيطة به المنتشر بها مدافع الهاون، وبالفعل تمكن من ضرب الصهريج الخرساني واسكات مدافع الهاون ولم يبق امامه غيرنا.
    بدأ العدو في التقدم نحونا وفتح نيرانه علينا في الوقت الذي لم نكن نملك فيه أي أسلحة يمكنها ان تصل اليه لذا لم يكن امامنا الا ان ندخر الذخيرة حتى يتقدم العدو اكثر، وبالفعل اقترب العدو اكثر واكثر حتى وصل الى منطقة الألغام وانفجر بعدها بالفعل بالرغم من انه كان يرى زرعها بعينية لكن تفاديها كان صعبا.
    في وسط هذا الصخب، كان الملازم فتحي عبدالله يرقد في حفرته خلف الحفرة ، وبسبب حداثته بالمعارك كان ينادي علي كلما سمع صوتا ليسأل "ايه ده يا حسني يا سلامة؟!.." فاجيب: " 5 دانات هاون جايين في السكة .. وطي دماغك.. ".
    بعد ان تخطى العدو منطقة الألغام ليصل الى نحو 800 متر منا اصبح في مدى نيران المدفع ب10 الذي وصل الينا بعد ان غادرت طائرة الاستطلاع الخاصة بهم بمعنى انهم لم يكونوا على علم بوجوده، وبالفعل شكل هذا المدفع مفاجأة لهم قبل ان يركزوا نيرانهم عليه ليصيبوا طاقمه المكون من فردين ويحطموا تلسكوب التنشين الخاص به، وحينما وصلت لموقع المدفع لم أجد طاقمه ويبدو انهم انسحبوا الى الخلف ووجدت الذخيرة الخاصة به لكن جهاز التنشين كان معطلا فلجأت الى التصويب عن طريق ماسورة المدفع بشكل تقريبي، بحيث كنت استعين بفتح كتلة المدفع من الخلف واوجه الماسورة قبل التعمير ثم اعمر المدفع واطلقه، كل هذا بدون كاتم صوت.
    قبل النكسة كنت قد قضيت 3 سنوات كاملة في اليمن فاكتسبت خبرات اهلتني لاستخدام معظم انواع الاسلحة، وكان علي في هذة المعركة ان اتولى استخدام 9 مدافع RBJ لان الجنود لم يتموا بعد تدريبهم عليها فكنت اطلق القذيفة واترك السلاح لحامله ليتولى اعادة تعميره واذهب للآخر بنفس الطريقة، وهكذا.. وقد اصاب ذلك العدو بالتخبط وعطله عن التقدم لنحو ساعتين.
    وكان ان بدأ العدو في استعمال القذائف الفسفورية لاضاءة ارض المعركة وهي طلقات حارقة اذا سقطت على الجلد تصيب المقاتل بحروق بالغة من الدرجة الأولى أما اذا اصابت الثياب فهي تجعل المقاتل هدفا سهلا للإصابة لانها تجعله مميزا وواضحا وسط الظلام، لذلك امرت المقاتلين بان يخلعوا ملابسهم ويلقونها على الناحية العكسية اذا اصابتهم اي قذيفة من هذا النوع.
    وفي الساعة الثانية صباحا اجرى الرئيس عبد الناصر اتصالا تليفونيا مباشرا بالموقع حيث ابلغ القائد بترقية جميع المقاتلين في الضفة الشرقية للدرجة الأعلى ومنحهم نوط الشجاعة، وحثنا على الا نسمح لليهود بالمرور الى بورفؤاد الا فوق جثثنا.
    في هذه الاثناء بدا ان العدو ادرك صعوبة المرور بشكل مباشر فلجأ للخداع، فاولا تقدم احد افراد استطلاع العدو ووضع جهازا صوتيا بين أشجار عشبية قريبة لكي نصوب أسلحتنا الصغيرة اليه وبما انه من المستحيل ان تصل امدادات الينا فتوقع ان نفر هاربين بعد ان تنفد ذخيرتنا لكنني ادركت الخدعة بفضل من الله فمنعت الجنود من اطلاق اي طلقة على الاشجار وتقدمت قرابة المائة ياردة وبأحد مدافع الـ RBJ وبغريزة التوجيه على الصوت اطلقت احد الدانات ليصمت الصوت إلى الأبد.
    وخلال التبادل النيراني الكثيف وفي لحظة شديدة الغرابة توقفت القوات المعادية عن الضرب فجأة واسكتت كافة نيرانها وكان لهذا معنى واحد هو ان العدو له قوات خلفنا يخشى اصابتها وانه قام بتطويقنا بالفعل كما كنت اخشى فنبهت الملازم فتحي عبدالله واشرت عليه بارسال حاملي الرشاشات الخفيفة لتأمين المؤخرة لكنه رفض!، وخلال هذا الجدل رأيت 7 أفراد على خط الأفق خلف الموقع موجهين نيران أسلحة صغيرة علينا وقال صوت ينطق بعربية سليمة (ارمي السلاح، كل واحد يسلم نفسه ويرفع ايديه فوق!) فتأكدت ان الواقعة وقعت وتم تطويقنا.. كان الأقرب الى المهاجمين من الخلف بالطبع هو ضابط الموقع/ فتحي عبدالله وفرد الاشارة الملازم له في الحفرة، وسمعت صوتا يسأل: (انتو مين؟.. انتو يهود والا سودانيين!) فصرخت بأعلى صوتي (أنزل يا فتحي دول يهود) في الوقت ذاته تحركت بسرعة ووجهت رشاش خفيف (جرونوف) الى اتجاه الملاحات لضرب اي شئ يتحرك مهما كان، وضغطت على زناد المدفع موجها اياه الى الجميع ولم اتوقف الا بعد انتهاء شريط الرصاص المكون من 250 طلقة، ولم اتحقق من مقتل المهاجمين الا بعد ان سمعت اصوات الدبابات والمجنزرات تتقدم من جديد، لقد فشل التطويق ولم يعد امامهم الا الهجوم من الامام..
    وبدون لحظة تفكير وجهت الرشاش الى القوات المهاجمة وصرخت في الجنود للاشتباك مع المجنزرات التي كانت عديمة الفائدة في الحقيقة مع هذا المدى القريب، لكن العدو كان يستخدمها لبث الرعب في الجنود، ومع ذلك دمرنا دبابة وعربتان مجنزرتان على بعد 80 إلى 100 متر واشتعلت النيران ودوت الانفجارات وانا اتنقل وثبا من موقع الى موقع مثل الكانجارو ، وعاقت هذه المركبات المحترقة تقدم من خلفها واستمر التراشق قرابة نصف الساعة قبل ان يفر اليهود هاربين!
    بعدها ساد صمت طويل.. لا صوت بشري واحد من الطرفين.. لا اصوات رصاص.. لا أصوات قنابل.. او محركات.. ليس سوى صوت النيران المشتعلة هنا وهناك.
    لا اعرف ماذا حدث بعد ذلك، لكنني افقت مع أول ضوء لاكتشف أنني الحي الوحيد في هذا المكان وان المهمة نُفذت بنجاح وان العدو فر هاربا.
    افقت على صوت الرائد/ السيد الشرقاوي قائد كتيبتي وهو يناديني من الضفة الغربية للقناة ويأمرني بالعبور اليه سباحة قبل ان يجذبني من يدي ويخرجني من مياه القناة الى سيارته الجيب التي كانت تختبئ خلف الأحراش، متجهين الى بورسعيد.
    وفي اليوم التالي وجدت طلبا لمقابلتي من النقيب أشرف مروان صهر الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله ، وما ان رآني حتى احتضنني بقوة وعرفت انه كان مع الرئيس جمال عبد الناصر في مكتبه يتابعان المعركة مباشرة، واتضح ان خط اللاسلكي كان مفتوحا طوال الوقت وموصلا بنقطة الارشاد ومنها بشكل مباشر إلى الرئيس جمال عبد الناصر شخصيا في مكتبه حيث ظل مستيقظا طوال الليل يتابع المعركة ويخط على الورق تصوراته حول سير المعركة، وعلمت أنه خط أسمي حوالي 12 مرة فلما سأله من هذا قال: "في واحد هناك أسمه حسني سلامه، هو اللي شايل المعركة على اكتافه.. ".
    كان هذا هو الجندي المصري الذي لم يتملكه الشعور بالهزيمة في عام 1967 لانه لم يقاتل فعلا في هذة الحرب بل فرض عليه موقف الانسحاب في معركة لم يدخلها..
    فلما سنحت له فرصة القتال لم يتردد..
    واستخدم اسلحة لم يتدرب عليها..
    وحفر الأرض بيديه..
    بدون طعام ..
    بدون شراب..
    بدون خطة مسبقة..
    لكن اليهود فشلوا في تخطيهم حتى ولو على جثثهم ..
    وخلال الليل قمنا باخلاء الجرحى والمصابين ، ولا اعلم ان كان العدو قد اخلى جرحاه وقتلاه ام لا، لكنه حاول تعديل اوضاعه والهجوم في اليوم التالي في مواجهة منطقة التبين فتصدت له احد وحدات الصاعقة من الكتيبة 103 وهرب العدو مرة اخرى بالقرب من قطاع القنطرة شرق وفي داخل عمق سيناء.
    أفراد معركة رأس العش
    قائد العملية: رائد/ السيد الشرقاوي
    رئيس العمليات: نقيب/ أحمد شوقي الحفني
    قائد فصيلة الضفة الشرقية
    1- ملازم: فتحي عبدالله
    2- رقيب الفصيلة: حسني السيد سلامه
    ضابط المعاونة – هاون: ملازم/ نادر عبدالله
    3- مدفع ب10 رشاشات ملازم/ محمود الجزار (شهيد)
    4- عريف/ محمود امين
    5- عريف/ محمد سلامة
    6- جندي/ بكري سيد احمد
    7- جندي/ محمد ابراهيم ابوزيد
    8- جندي/ السيد عبد الحميد محمد
    9- جندي/ عبد المنعم ابراهيم الجزار
    مجموعة الضرب من الضفة الغربية
    (من قوة السرية 2 – الكتيبة 43 صاعقة – الفصيلة 3)
    1- نقيب/ سيد اسماعيل امبابي
    2- ملازم/ حامد جلفون
    3- رقيب/ ابراهيم الدسوقي محمد
    4- عريف/محمد خميس حمد
    5- عريف/ طلعت ابراهيم خليل
    6- جندي/ فؤاد عبد المنعم حمد
    7- جندي/ سعيد حامد
    8- جندي/ عبد المرضي مبروك محمد
    9- جندي/ احمد محمد السيد
    10- جندي/ عبد الله محمود شنش
    11- جندي/ عبد الحميد عبده
    12- جندي/ محمد احمد حسين عيد
    13- جندي/ سمير طايع سلطان
    14- جندي/ محمد عبدالعال راشد
    15- جندي/ عبد العظيم جعفر
    16- جندي/ النحاس محمود محمد
    17- جندي/ محمد عبد المحسن عبدالرازق
    18- جندي/ فوزي محمد عبدالله
    19- جندي/ عاشور العوى (مصاب)
    20- جندي/ محمد عبد الحميد سويد (مصاب)
    21- جندي/ السيد مهني محمد (مصاب)
    22- جندي/ سعيد على احمد (مصاب)
    23- جندي/ صلاح الدين محمود محمد (شهيد)
    24- جندي/ محسن محمد حسن البطيح (شهيد)
    25- جندي/ محمد عثمان ابراهيم (شهيد)
    26- جندي/ محمد عبد السلام واصل (شهيد)
    تحية حب و وفاء و تقدير لكل أفراد العملية و خاصة البطل الجسور الرقيب//حسني سلامة
    و الآن أعد لنا المؤرخ الفيلم الوثائقي الآخر فهيا نرى ما تم في
    معركة لسان بورتوفيق الأولى
    تاريخ المعركة: أثناء فترة حرب الإستنزاف يوم 10/7/1969
    القوة المنفذة: الكتيبة 43 صاعقة بقوة 5 فصائل = 140 مقاتل + جماعة قاذف لهب
    نوع العملية: الإغارة على موقع حصين للعدو
    مدة التنفيذ: ساعتان
    ميدان المعركة: موقع حصين أقامه العدو على لسان بورتوفيق بالضفة الشرقية للقناة به دشم حصينة ودبابات ومدافع مجنزرة وأفراد مشاة واستطلاع ويقع عند نهاية الطرف الجنوبي للقناة في مواجهة موانئ السويس ومعامل البترول.
    التمهيد: في شهر مايو من منفس العام أتم العدو عملية الإغارة على نقطة لقوات الحدود بمنطقة لسان الادبية، وقتل جميع من فيها وكان عددهم 6 من كبار السن، ودمر باعث ضوء مجهز لأضاءة سطح المياه لمدخل الميناء، وفي نفس الشهر قام بضرب تنكات البترول بمنطقة الزيات والمراكب.
    الإعداد للعملية: كان لابد من الرد. واسكات هذا الموقع والذي اطلقت اليهود على أحد افراده انه "قناص الاقتصاد المصري".
    الخطة: صدرت الأوامر بتنفيذ إغارة مؤثرة على هذا الموقع لتدميره بما لا يسمح بعودته للعمل مجددا.
    التدريب: تم تدريب جميع فصائل الكتيبة على العملية على أرض مشابهة بدون مياه في حصن بجبل عتاقة على الرغم من أن ذلك يفوق المطلوب بكثير، وذلك لاختيار افضل العناصر للتنفيذ .. وبسبب عدم معرفة التوقيت الفعلي للعملية بما لا يتناقض مع التوقيتات الروتينية للاجازات الميدانية.
    القرار والتنفيذ: صدرت الأوامر بتحديد ساعة الصفر ويوم التنفيذ للأغارة، وتم جمع القوة كالتالي:
    - مجموعة قطع شمال
    - 3 مجموعات هجوم بالمواجهة
    - مجموعة قطع يمين على الطرف الجنوبي للسان
    المرحلة الأولى من التنفيذ: تم فيها التحرك ليلا للأختباء في بدرومات عمارات الهيئة ومدرسة آمون بمدينة بورتوفيق. وعدم السماح بأي تحرك خارج هذه الأماكن إلا لعناصر قليلة جدا للضرورة والأستطلاع حتى لا يكتشف أحد وجود القوة ، وتمت عودة السيارات ليلا. مع التشديد على عدم الظهور في المدينة أو الحديث خلال نهار التواجد قبل العملية.
    المرحلة الثانية للتنفيذ: تمت إعادة التلقين واستكمال التجهيزات من أجهزة أتصال حديثة كذلك إعاشة الأفراد، كذلك العبوات الثاقبة لتدمير أبواب الدشم والقنابل البراشوت لتدمير الدبابات وكلها كانت أسلحة حديثة تستخدم لأول مرة في المعركة مع طوربيد البنجالور والقنابل اليدوية وقاذفات اللهب وغيره.
    المرحلة الثالثة من التنفيذ: تم التحرك عصر نفس اليوم إلى خنادق المواصلات الموازية للقناة والمعدة سلفا في قطاع كتيبة المشاة المكلفة بحماية المدينة. كذلك المعدات وقوارب العبور، كل ذلك أثناء تمهيد نيراني بالمدفعية ليس على الموقع وحده بل على طول الجبهة الجنوبية. وفي نفس موعده اليومي التكراري منذ أيام. لمنع عناصر أستطلاع العدو من أكتشاف المفاجأة ولاعطاء الفرصة لنفخ القوارب استعدادا للعبور.
    بداية عملية الهجوم للأغارة: كانت ساعة الصفر لحظة رائعة. تم فتح أجهزة الأتصال اللاسلكي وحمل القوارب إلى شاطئ القناة وإنزالها المياه. بالمعدات والأفراد كلٌ في الأتجاه المحدد له. وحسب التدريبات السابقة.
    كل ذلك خلال الخمس دقائق الأخيرة من ضربات المدفعية، وعندما توقف التمهيد المدفعي كانت قوة الأغارة أجتازت منتصف المسافة في القناة .. وعند الوصول لشاطئ لسان بورتوفيق بالضفة الشرقية تم تركيب طوربيد البنجالور أمام كل مجموعة لفتح ثغرة في الأسلاك الشائكة والألغام والموانع على الساتر الترابي العالي على طول اللسان. وقد تم ذلك بنجاح وقفزت كل مجموعة من قواربها إلى الثغرة التي أمامها ولم يبق سوى مقاتل واحد بكل قارب لحراسته وتثبيته حتى لا يجرفه التيار بعيدا عن اللسان أو الشاطئ وأعلى الساتر الترابي أنطلقت نيران وقنابل قوة الاغارة من قنابل براشوت إلى RBG على كل الآليات المتطورة .. وأقتحمت كل مجموعة في قطاعها المحدد وقامت بتدمير ما به من تحصينات أو دشم أو آليات أو مخازن تشوين أو ذخيرة وكان بمواجهة مجموعة القطع اليمين.
    ثلاث علامات بارزة:
    أولها المدفع 155 المجهز على جنزير والذي كان يتولى ضرب البواخر الداخلة لميناء الأدبية أو الزيتيات، كذلك ضرب ثكنات البترول في معمل السويس والذي لقب بقناص الاقتصاد المصري.
    ثانيها دشمة حصينة متوسطة الحجم بجوارها منطقة تشوين ذخائر للمدفع.
    ثالثها العلم الإسرائيلي الخاص بالموقع والذي كان يداعبه الهواء تبكي جنودنا في الضفة الغربية من الغيظ حين تراه وصهريج المياه الخاص بالموقع، وبعون الله وبشجاعة هذه المجموعة تم تدمير كافة الموجودات والجنود والمدافع والذخائر وتم انزال العلم الاسرائيلي وجلبه الى الضفة الشرقية بل تم زرع علم مصر عاليا خفاقا أعلى صهريج المياه وظل يرفرف ثلاثة أيام متوالية وتم تصويره في اليوم التالي بواسطة أحد الطائرات المصرية ونُشر بكل الصحف المصرية تحت عنوان (علم مصر يرفرف على الضفة الشرقية للقناة .. بشارة النصر الذي أتى) ولم تستطع اليهود التخلص من العلم المصري طوال ثلاثة أيام تالية إلا بنسف الصهريج من الأسفل.
    كما تمت زراعة علم آخر على زاوية السلك الشائك أعلى الساتر الترابي وبواسطة قواذف اللهب تم احراق كافة التجهيزات والتشوينات بالموقع ولم يستطع العدو تقديم أي دعم سواء أرضي أو جوي للموقع بسبب هول المفاجأة وسرعة الأداء.
    وقد استشهد في هذه العملية عدد 4 مقاتلين تم جلب جثثهم مع القوة أحدهم المصري المسيحي/ سامي ذكي مسعد مقاتل مجموعة القطع اليمين (من قرية طنان بشبين القناطر)، وعبد الحليم رياض محمد، وعبد الحميد.....، وأحمد.....
    وكان اهم تتويج لعمل مجموعة القطع اليمين كلمة مخطط العميد المقدم/ صلاح أحمد فضل رئيس عمليات المجموعة أنه قال لي: "لم أرى في الضفة الشرقية غير مجموعتك". وداس العلم الإسرائيلي بقدمه وبصق عليه (العلم الذي جلبته معي) .
    عند انتهاء التوقيت المحدد للعملية بدأت القوات في العودة إلى القوارب حاملة معها أسير في أحد المجموعات اسره الملازم/ معتز الشرقاوي فضلا عن وثائق وغيره إلى جانب جثث شهدائنا.
    وما أن انطلقت القوارب عائدة حتى بدأت المدفعية المصرية الضرب من جديد على الموقع والجبهة في تزامن دقيق حتى تؤمن عبورا آمنا لقوة الاغارة التي عادت الى التجمع مرة ثانية من نفس أماكنها في البدرومات كما بدأت للتقييم وحصر الشهداء والمصابين ونتائج العملية.
    وخلال نفس الليلة تم سحب القوة من مدينة بورتوفيق إلى أماكن تمركزها الأصلي بمنطقة حوض الأدبية.
    و برغم محاولات محاولات الطيران الليلي الإسرائيلي لاصطياد القوة لكنه فشل ووصل الجميع سالمين ولم تفلح مشاعله التي القاها او قنابله ان تنال من احدهم لكن الله سلم الجميع لكي تأمن منطقة الزيات حتى النهاية كذلك المراكب القادمة من الخليج والمواني والبقية الباقية من المدنيين بمدينة السويس وبورتوفيق.
    بعد هذه الإغارة الصادمة بكت جولدا مائير وقالت في تعبير تناولته وكالات الأنباء في جينها: لقد قطع المصريين لساني (تقصد بذلك لسان بورتوفيق) رغم أنه بالضفة الشرقية للقناة.
    أفراد معركة لسان بورتوفيق الأولى :
    1- المقدم/ صالح فضل رئيس عمليات المجموعة والمخطط لها
    2- النقيب/ أحمد شوقي المفتي رئيس عمليات الكتيبة
    3- النقيب/ سيد كمال إمبابي قائد السرية
    4- ملازم أول/ معتز محمد سعيد الشرقاوي قائد مجموعة اقتحام 1
    5- ملازم أول/ حمدي السعيد الشوربجي قائد مجموعة قطع شمال
    6- ملازم أول/ رؤوف ابراهيم أبوسعدة قائد مجموعة اقتحام 2 (اصيب)
    7- ملازم أول/ حامد ابراهيم جلفون قائد مجموعة اقتحام 3 (اصيب)
    8- رقيب أول/ حسني السيد سلامه قائد مجموعة قطع يمين (تمت ترقيته استثنائيا وحصل على نوط الشجاعة)
    9- رقيب / ابراهيم الدسوقي محمد موسى
    10- رقيب/ سامي محمد حسنين بلاه
    11- رقيب/ طلعت محمد خليل
    فضلا عن كثير من الجنود منهم الشهداء ومنهم المصابين.
    نســـأل الله الرحمة و المغفرة لكل فرد مسلم ,,,

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 4:37 pm